أصعب تجربة عشتها معك
تجربة اختراع الأمان
و أصعب تجربة عشتها بعدك...
تجربة اختراع النسيان
جربت معك
كيف يصبح الألم طبيعة
و كيف يصبح الشقاء مهنة
وكيف يصبح العذاب هواية
و كيف يصبح البكاء عادة
و كيف أمتهن البكاء للبكاء
جربت معك
كل أصناف الموت
و كل أصناف الاحتضار
و كل أصناف الخوف
و كل أصناف القلق
فكنت أبكيك قبل اللقاء
و عند اللقاء
و بعد اللقاء
جربت معك
تكرارالغرق في بحور الرعب
فكان فراقك يؤلمني
و كان لقاؤك يربكني
و كان غيابك يرعبني
و كان وجودك يوجدني
آه لو تعلم
ماذا يفعل الشك
في قلوب النساء
كنت أدرك
أنك رجلا للحظة
لا تدوم إلى الأبد
و أنك تتسرب عند الوضوح
كالظلام تتسرب
و تتلاشى عند الاقتراب
كالسراب في الصحراء
و كنت أدرك
أنك كالمطر
تأتي في غير أوانك
تمنح فرحاً باذخاً
تهب كنسمة عابرة
تترك تميزك فوق الرمال الميتة
و تبيع وهمك الجميل للمدن الجرداء
و كنت أدرك
أنك رجل معجون بالحلم
تتماسك كالطين
تتشكل كالوهم
تضيء كنصف هلال
تتهافت عليك القلوب
و تحوطك الأحلام
كالفراشات حول الضياء
و كنت أدرك
أنك مراحل من الوهم
تتلون و لا تتلون
تأتي و لا تأتي
تدوم و لا تدوم
تتطاير كالعهن
تختفي كالسحب في السماء
و كنت أدرك
أنك مدرسة عشق
و أنك فصول من التجارب العاطفية
و أنك دروس من الحب
و أنك كتب من الفلسفة
و أنك معلم محترف
في عالم النساء
جربت معك
كل أنواع الحيرة
و كل أنواع الغيرة
و كل أنواع الشك
و كل أنواع الانطفاء
و كل أنواع الاحتراق
و تذوقت طعم النار في الأحشاء
جربت معك
كل أنواع الإنتظار
فانتظرتك في ربيع العمر غروراً
و انتظرتك في خريف العمر وقاراً
وانتظرتك في صيف الحلم انكسارا
و انتظرتك بارتعاشة العمر في الشتاء
جربت معك
كيف أكبر بلا سنوات
و كيف أصبح أكبر من سنواتي
و كيف تقف الأيام في العين
و كيف تصاب السنون بالوهن
و كيف يحترق العمر باسم الوفاء
جربت معك
كيف يلوث الغضب أعماقنا
و كيف يدنس الإنتقام بياضنا
و كيف حين نثور
نمزق ستائر الحلم
و نهدم أسوار الحكاية المنيعة
و نشوه بمخالب الغضب وجه النقاء
